ديب سيك Deepseek

قراصنة كوريا الشمالية،

crossorigin="anonymous">

قراصنة كوريا الشمالية، المرتبطون غالبًا بمجموعة "لازاروس" المدعومة من النظام، نفذوا ما يُعتبر أكبر عملية سرقة للعملات الرقمية في التاريخ بقيمة 1.5 مليار دولار من منصة "Bybit" في فبراير 2025. لكن كيف تمكنوا من ذلك؟

الطريقة تعتمد على استغلال ثغرات أمنية متطورة وتنفيذ هجمات دقيقة تتسم بالسرعة والكفاءة. استهدف القراصنة واجهة المستخدم في منصة "Bybit" أثناء عملية نقل العملات من "محفظة باردة" (غير متصلة بالإنترنت) إلى "محفظة دافئة" (متصلة جزئيًا)، وهي لحظة حساسة تتطلب تفاعلًا بشريًا. يُعتقد أنهم استخدموا برمجيات خبيثة لتعديل ما يراه المستخدمون أو المسؤولون على شاشاتهم، مما جعلهم يوافقون على معاملات تبدو روتينية، بينما في الواقع كانوا يسمحون بنقل كميات ضخمة من العملات (مثل 400 ألف وحدة إيثريوم) إلى محافظ مجهولة تحت سيطرة القراصنة. هذه التقنية تُعرف أحيانًا بـ"التوقيع الأعمى"، حيث يتم خداع المستخدم للمصادقة على معاملة دون معرفة تفاصيلها الكاملة.

بعد السرقة، عمد القراصنة إلى غسل الأموال بسرعة عبر تقنيات معقدة مثل "التكديس"، حيث قسموا المبالغ إلى محافظ متعددة (50 محفظة على الأقل، كل واحدة تحتوي على نحو 10 آلاف إيثريوم)، ثم استخدموا منصات تداول لامركزية لتحويل العملات إلى أشكال نقدية أو أصول أخرى يصعب تتبعها. هذا النهج يعكس خبرتهم الطويلة في الجرائم السيبرانية، حيث يعملون باحترافية تشبه فرقًا منظمة تعمل على مدار الساعة.

الدافع وراء هذه العملية، كما هو الحال مع هجمات سابقة، يُرجح أنه تمويل برامج كوريا الشمالية العسكرية والنووية، خاصة في ظل العقوبات الدولية التي تحد من مواردها. مجموعة "لازاروس" ليست جديدة على هذا المجال؛ فقد سبق لها تنفيذ هجمات مثل سرقة 400 مليون دولار في 2021، وهجوم "WannaCry" في 2017، مما يظهر تطور قدراتها مع الوقت.

باختصار، نجاحهم يعتمد على مزيج من التخطيط المسبق، استغلال الثغرات التقنية والبشرية، وسرعة التنفيذ، مدعومين بسنوات من الخبرة في عالم القرصنة السيبرانية.